الجمعة، 25 مايو 2012

ترميم الحجارة في فلسطين

أشكال ومشاكل التلف التي تصيب الحجارة في فلسطين
قبل الخوض في الفحوصات والتجارب المخبرية كان لا بد من توضيح بعض أشكال التلف التي تصيب الحجارة في الأبنية التاريخية في فلسطين, وتم تخصيص أبنية القدس القديمة, ثم التطرق إلى طرق الترميم المتبعة محليا من قبل بعض المؤسسات المحلية العاملة في هذا المجال.


 نبدأ بعرض موجز لبعض أشكال التلف الشائعة عالميا ومحليا



1.     تجويف(Alveolization):
"تآكل يظهر بفعل تشكل فراغات ذات أحجام وأشكال مختلفة هذه الفراغات غالبا ما تكون متصلة وعشوائية التوزيع عند تعمق العملية فإنها تتخذ أشكالا أشبه ما تكون بحفر دودية يطلق عليها اسم النقر أو الحجرة وهو مألوف في المواد المصنوعة من الصخر العالي المسامية", ونظرا لارتفاع مسامية الحجر الجيري والتي غالبا ما تكون بين (15-20%), فان هذا النوع من التلف يظهر جليا في حجارة الأبنية التاريخية في فلسطين.



     ( شكل1(, التجويف, المصدر: الباحث, قاعة جامع المولوية, عقبة المولوية القدس, 2008.   


2.     التشظي(Chipping):
"التحلل عن  طريق ارتفاع في إحدى الطبقات السطحية ومن ثم انفصال إحدى هذه الطبقات وهذا يحصل في معظم أنواع الحجر الرملي الحجر الجيري والرخام وتستطيع بعض الاشنات والطحالب والسيانوبكتيريا القيام بهذا الأثر".
                 (شكل 2 ), التشظي, المصدر: الباحث, , حارة السعدية, القدس, 2008.  

3.     التقشر(Crust and Incrustation):
"وهو التغير الحاصل في الطبقة السطحية من مادة الحجر  أو أية مادة أخرى ذات سمكات متغيرة ومختلفة التراكيب, وعادة ما تكون مادة الحجر من النوع الصلب والهش بحيث يمكن تمييزها عن المادة الأصلية بالشكل واللون, وعادة ما تنفصل هذه الطبقة عن الحجر ألام بصورة تلقائية وتكون ظاهرة التلف والتفتت.
من المظاهر المألوفة على الصخر القشرة السميكة أو الرقيقة الصفراء أو البنية أو السوداء , ولكل لون منها له مسبب خاص به فالقشرة السوداء ناتجة من الكائنات الدقيقة والبكتيريا إضافة إلى الغبار والسخام الناتج من عوامل التلوث البيئي , أما القشرة البنية اللون فتنتج من تكون مادة الجبس الناتجة من تفاعل اكاسيد الكبريت مع مادة الحجر الأصلية بوجود مياه الأمطار ......وهكذا",  ويظهر هذا النوع من التلف في بلادنا بشكل واضح, نتيجة لغياب القوانين التي تحد وتمنع من حركة المركبات داخل المدن القديمة وما ينتج عنها من تلوث بيئي ناتج من عوادمها, إضافة إلى بعض الحرف التي تساعد في زيادة هذا التلوث, كالأفران.

 (شكل 3), التقشر, المصدر: الباحث, , حارة السعدية, القدس, 2008.


4.     تفسخ انحلالي(Differential Degradation):

"وهو انحلال متعلق بالتراكيب الأصلية لمادة الحجر وخصوصا التراكيب المتغيرة لنفس الحجر  والتي تختلف فيما بينها من حيث القوة وتماسك الجزيئات, فيظهر التلف والتشققات في الطبقات الأضعف فيزيائيا نتيجة لتأثير الأحمال الإنشائية والعوامل الخارجية المختلفة, فتتهرأ أجزاء دون الأخرى". وهذا التفسخ ناتج وبشكل أساسي في بلادنا من سوء الاستخدام وقص الحجر قبل بناءه بشكل يضعف من قوة تحمله بعد البناء, وهذه الظاهرة معروفة بلغة الحرفيين (القص مع الفكاك), أي قص الحجر باتجاه الطبقات الأصلية لتكوين الحجارة.

            (شكل 4), التفسخ, المصدر: الباحث, , مدخل مركز سبافورد للأطفال, القدس, 2008.

5.     التبلور والتزهر(Efflorescence ):
"ما يسمى بتبلور الأملاح المختلفة على سطوح حجارة البناء وتسمى ظاهرة التبلور وتسبب تفتت في بلورات المادة الأصلية نتيجة لفقدان ماء التبلور الناتجة من زيادة درجة التبخر عن الامتصاص وتظهر على شكل مواد تتشكل على السطح ، من بلورات فتاتية بيضاء اللون ذات نسيج خيطي. في حالة تزهر الأملاح فان عملية التبلور تحصل في الداخل مؤدية إلى انفصال معظم الأجزاء السطحية ، هذه الظاهرة تدعى بالتزهر المشترك", وهذه الظاهرة تتناسب طرديا مع كمية وجود الأملاح داخل المواد المشكلة للبناء خلف الحجر, والتي عادة ما تتسرب إلى مسامات الحجر الاصلي بواسطة عملية الخاصية الشعرية ووجود مياه الأمطار, وهذه الظاهرة عادة ما تزيد في حالة الحجر ذو المسامية الكبيرة.









 (شكل 5  ), التبلور, المصدر: الباحث, , الواجهة الشرقية, المدرسة الاشرفية, القدس, 2008.





6.     الغشاء الاكسيدي ملون (Patina ):
"وهو لا يمكن وصفه بالتلف لأنه  غير ناشئ عن ظاهرة الانحلال الواضحة  ولكن تحول محصور بتغير شكل سطح الحجر ولونه  ، وقد ينشأ بفعل التلوث الصناعي ويسمى غشاء أكسيدي صناعي ملون, او بفعل التأثير البيولوجي والذي يظهر على شكل طبقة رقيقة هشة متجانسة تلتصق بالسطح ذات ألوان متعددة اغلبها تكون أساسا من كائنات حية مجهرية  والتي يمكن أن تلتصق بها جزيئات من الغبار  والأتربة والسخام وتسمى بظاهرة الغشاء البيولوجي", ونتيجة لتقارب الأبنية بشكل كامل داخل المدن التاريخية وعدم تعرضها لعوامل الجفاف الجوية, إضافة إلى سوء عمليات تصريف مياه الأمطار جعل هذه الظاهرة واضحة وبشكل جلي في الكثير من واجهات الأبنية التاريخية في القدس القديمة.

(شكل 6 ), الغشاء الاكسيدي, المصدر: الباحث, , ساحة المدخل أسفل المزراب,مركز سبافورد للأطفال, القدس, 2008.



 (شكل 6.1 ), الغشاء الاكسيدي, المصدر: الباحث, ساحة المسجد الاقصى, القدس, 2008.

7.  التنقر  ( Pitting):
"وهو انحلال على شكل نخر ، يتصف بوجود العديد من الثقوب قريبة من بعضها البعض ، الثقوب بالعادة تملك مظهرا اسطوانية بقطر  لا يتعدى عدة المليمترات ، وينتج عن عمليات التنقر المتوسطة والكبيرة فجوات مميزة والتي تأخذ الشكل البيضاوي أو الدائري على سطح الصخر، والتي يكون قطرها على الأقل ضعف حجم العمق . وقد ينتج أحيانا عن الاشنات التنقر الدقيق والمتوسط",  وهذه الظاهرة تعتمد على نوعية الحجر أصلا وتكون ناتجة أثناء عملية التكوين الجيولوجي له.

(شكل 7 ), التنقر, المصدر: الباحث, , بعض حجارة سور القدس من الداخل, القدس, 2008.



8.   التصدع ، التشقق والانشطار (Fracturing,fissuring ):
"تصدع وتشقق يحصلان في مادة الصخر الأصلية  بفعل تشكل كسور فيها تؤدي إلى إزاحة بين أجزاءها , وعادة ما تنتج هذه التصدعات نتيجة تعرض الحجر إلى أحمال عمودية أو جانبية, وفي حالات أخرى يكون التشقق ناتج من انفصال طبقات من الحجر مكونة أصلا من تراكيب بيولوجية أو احافير عضوية نشأت من عمليات الترسيب الأصلية للصخور", ونتيجة للإضافات التي تتم على الأبنية القديمة والناتجة من تزايد عدد السكان وتنوع احتياجاته, أدى هذا الحمل الزائد على الجدران القديمة الأصلية إلى حدوث هذا النوع من التلف.



    (شكل 8 ), التصدع والانشطار, المصدر: الباحث, , حجارة المدخل الرئيسي, مركز سبافورد للأطفال, القدس, 2008.


ليست هناك تعليقات: